مي سليم تكتب: من سفاح الإسماعيلية إلى سفاح الأقصر... أيها المدمن ماذا تنتظر؟
بوابة البرلمانخلال الأيام القليلة الماضية، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مروع من مدينة الأقصر، يظهر فيه شخص وهو يقتل آخر ويقطع رأسه، ثم يتجول بها في الشارع.
ما زاد من هول الحادث هو رواية بعض الشهود التي تقول إن الجاني كان يأكل من رأس الضحية، في مشهد مرعب يعكس عمق القسوة والوحشية التي لا يمكن للعقل البشري تصوّرها "لم يستوعب عقلي الموقف لدرجة أنني رفضت مشاهدة الفيديو".
تذكرت فوراً حادثة "دبور"، سفاح الإسماعيلية، الذي هزّ المجتمع المصري في نوفمبر 2021 كانت تلك الجريمة بمثابة صدمة للجميع بسبب بشاعتها، حيث أقدم الجاني على ذبح الضحية وفصل رأسه عن جسده، ثم تجول بها
في الشارع في مشهد مرعب أمام المارة.
الواقع المؤلم أن الحادثة الأخيرة في الأقصر تحمل بعض التشابه مع جريمة الإسماعيلية من حيث الوحشية في التنفيذ في فيديو الحادث، يظهر الجاني وهو يذبح ضحيته في الشارع باستخدام آلة حادة، ثم يحمل رأسه ويتجول بها بين الناس في منظر يعكس درجة من القسوة لا يمكن وصفها بالكلمات.
الفارق بين الحادثين، بحسب بعض الشهادات، يكمن في أن خلافات شخصية لم تكن موجودة بين الجاني والمجني عليه في حادثة الأقصر، وهو ما يثير تساؤلات أكثر عن دوافع الجريمة.
العامل المشترك الأبرز بين الحادثين، والذي يثير القلق، هو المخدرات، تحديداً "مخدر الشابو"، فقد اعترف سفاح الإسماعيلية بتعاطيه المخدرات قبل ارتکابه للجريمة، وكذلك تحدث شهود في حادثة الأقصر عن تعاطي الجاني لنفس المخدر.
رغم قسوة الحادثين وبشاعتهما، إلا أن تفكيري اتجه إلى جميع المدمنين سواء لمخدر الشابو أو غيره من المخدرات.
عزيزي ضحية الإدمان .. المجرم كان يتعاطى مادة الشابو، فهل تنتظر أن تصبح مثله؟
إن نهاية الطريق مع المخدرات لن تكون سوى جريمة؛ فمن لم يسرق أهله بعد، سيفعل "في اعتقادي المدمنون، مهما كانت أوضاعهم المادية، ينحدرون مع الوقت إلى طريق السرقة"، ومن لم يقتل، سيقتل، ومن لم يرتكب أيًا من ذلك، سيفقد عقله، والمخدرات لا تدمر الشخص المدمن فحسب، بل تدمر أسرته وأي شخص يرتبط به.
هل تخيل المدمن أنه سيصبح يوماً ما سارقًا؟ هل تخيل أن سيصبح يوما ما سفاحاً؟ كم من الحوادث شاهدنا فيها أشخاصاً قتلوا أقاربهم أو جيرانهم في لحظات ضياع العقل الذي تسببه المخدرات؟
ورغم اختلاف الحالات، إلا أن النهاية واحدة المدمن قد يتحول يوماً ما إلى قاتل، بل إلى سفاح، بسبب تأثير المخدرات على عقله وتصرفاته.
الدراسات الرسمية في مصر تشير إلى وجود ارتباط وثيق بين تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم، وطبقا لدراسة أعدها المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان المصري أن 79% من الجرائم في مصر يرتكبها أشخاص تحت تأثير المخدرات، بالإضافة إلى ذلك، تشير إحصائيات أخرى إلى أن 86% من الجرائم، مثل السرقة والسطو، يرتكبها مدمنون يسعون للحصول على المال لشراء المخدرات. 
هذه الأرقام توضح حجم الكارثة المجتمعية التي نعيشها بسبب المخدرات.
عزيزي ضحية الإدمان وأصدقاء السوء.. ألم يحن الوقت أن تصلح ما أفسدت .. أن تعالج ما أمرضت أن تحافظ على ما تبقى.. أن تكسب رضا والديك من جديد؟ أن تسمتع بجو أسري هاديء؟ أن تأخذ بزمام حياتك، وتعالج ما كسرته، وتعيد بناء جسور الثقة مع نفسك وأحبائك؟
مازالت الفرصة أمامك لتحيا من جديد، انتفض لنفسك واهزم المخدرات.. هي ليست ملاذًا للهروب من الواقع، بل هي طريق نحو الضياع والانحدار، إنها تسرق منك صحتك، عقلك، ومستقبلك. ألم يحن الوقت لتنتفض على هذا الكابوس؟
تذكر أن الحياة مليئة بالفرص الجديدة، وأن التغيير يبدأ بخطوة شجاعة منك، لا تجعل الإدمان يحكم مصيرك، فالقوة الحقيقية هي في أن تقول “لا” وتبدأ من جديد.
أنت تستحق حياة أفضل، فابدأ الآن قبل فوات الأوان لديك القوة على اتخاذ القرار الصحيح والابتعاد عن هذه السموم، والبحث عن طرق صحية وأفضل للتعامل مع ضغوط الحياة.
تذكر، أن كل قرار تتخذه اليوم يؤثر على حياتك ومستقبلك، فلا تدع المخدرات تكون جزءاً من تلك الرحلة، ما زالت أمامك فرصة للعودة إلى الله وإصلاح حياتك، وبدأ حياة جديدة صالحة، أعانك الله.