أسوشيتيد برس عن مبعوث أمريكي: الهدنة بين إسرائيل وحزب الله ”في متناول أيدينا”
وكالات بوابة البرلمانقال مبعوث الرئيس الأمريكى إلى إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين إن الاتفاق على إنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله بات "فى متناول أيدينا" بعد محادثات أُجريت فى لبنان أمس الثلاثاء.
مع ذلك، ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن هذا التفاؤل بدا مُختفيًا في قطاع غزة، حيث أدى نهب ما يقرب من 100 شاحنة مساعدات من قبل رجال مسلحين إلى تفاقم أزمة غذائية حادة بالفعل .
ووصل هوكشتاين، المبعوث الرئيسي لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إسرائيل ولبنان، إلى المنطقة في الوقت الذي قال فيه حلفاء حزب الله في الحكومة اللبنانية إن الحزب استجاب بشكل إيجابي لاقتراح التهدئة، والذي من شأنه أن يستلزم انسحاب مقاتليه والقوات البرية الإسرائيلية من منطقة عازلة تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
وسيتم مراقبة المنطقة العازلة من قبل آلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات اللبنانية فيما دعت إسرائيل إلى آلية إنفاذ أقوى، بما في ذلك القدرة على إجراء عمليات عسكرية ضد أي تهديدات من حزب الله، وهو أمر من المرجح أن يعارضه لبنان.
من جانبه، قال الجيش اللبناني إن غارة جوية إسرائيلية أصابت أمس الثلاثاء قاعدة للجيش اللبناني في بلدة الصرفند الجنوبية، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة جنود- وهي الضربة القاتلة الثانية على جنود لبنانيين في يومين. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور، بينما قتل 41 جنديًا على الأقل في القصف الإسرائيلي الشهر الماضي، وفقًا للجيش اللبناني.
وقال هوكشتاين إنه أجرى "محادثات بناءة للغاية" مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله الذي يتوسط نيابة عن الحزب، وأضاف - للصحفيين بعد الاجتماع الذي استمر ساعتين:" لقد واصلنا اليوم على وجه التحديد تضييق الفجوات بشكل كبير. إنها في النهاية قرارات الأطراف للوصول إلى نتيجة لهذا الصراع. الأمر الآن في متناول أيدينا".
وقال بري إن "الوضع جيد من حيث المبدأ"، على الرغم من أن بعض التفاصيل الفنية لا تزال دون حل. وقال لصحيفة الشرق الأوسط إن الجانب اللبناني ينتظر سماع نتائج محادثات هوكشتاين مع المسئولين الإسرائيليين.
أما في غزة المنكوبة، قالت الأمم المتحدة إن الحصار الإسرائيلي يمنع وصول الغذاء إلى شمال غزة منذ أكثر من 40 يومًا، وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية أن المساعدات الغذائية والإنسانية لم تصل تقريبًا إلى أقصى شمال غزة منذ أكثر من 40 يومًا بسبب الحصار العسكري الإسرائيلي هناك. وقال خبراء لـ"أسوشيتيد برس" إن المجاعة ربما بدأت بالفعل في الشمال، حيث تشن إسرائيل هجومًا دام أسابيع أسفر عن مقتل مئات الأشخاص ونزوح عشرات الآلاف من منازلهم.
وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الثلاثاء أن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية أفاد بأن إسرائيل رفضت 27 من أصل 31 مهمة إنسانية مخططة إلى الشمال حتى الآن في نوفمبر الجاري كما تم إعاقة أربع مهمات أخرى بشدة، وأكد أن المدن المدمرة مثل بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من جباليا لا تزال معزولة.
وعندما سئل عما إذا كانت الأمم المتحدة تعتقد أن إسرائيل تحاول إجبار ما يقدر بنحو 75 ألف فلسطيني في شمال غزة على الانتقال جنوبًا من خلال رفض تسليم المساعدات، أجاب دوجاريك:" لا أستطيع أن أتحدث عن نوايا الحكومة الإسرائيلية وسياستها الخارجية. إننا نرى فقط نتيجة ما يحدث ونحاول التعامل معه".
وتقول إسرائيل إنها لا تفرض أي قيود على كمية المساعدات التي تدخل غزة وأنها تعمل على زيادة الكمية وزعمت أنها فتحت في هذا الشهر معبرًا جديدًا في وسط غزة. وحتى الآن، أفادت بدخول بضع عشرات من الشاحنات من خلاله.. وأكدت الوكالة الأمريكية أن تدفق المساعدات وصل لأدنى مستوى له تقريبًا منذ بدء الحرب التي استمرت 13 شهرًا. وحتى الآن تقول إسرائيل إنها سمحت في هذا الشهر بدخول 88 شاحنة في المتوسط إلى غزة يوميًا وهو أقل من نصف أعلى معدل للحرب في أبريل، والذي تقول جماعات الإغاثة إنه لا يزال منخفضًا للغاية.
ومن المساعدات التي تدخل بالفعل، لا يصل إلى الفلسطينيين سوى نحو النصف لأن القيود العسكرية الإسرائيلية والمخاوف من السرقة غالبًا ما تمنع وكالات الإغاثة من جمع حمولات الشاحنات على الحدود، وفقًا للأونروا، وهي الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي تلعب الدور الأكبر في العمليات الإنسانية.
وبخصوص أسعار المواد الغذائية، فقد شهدت ارتفاعات كبيرة خاصة بعد حوادث السرقة والنهب وفرار معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة حيث يكتظ مئات الآلاف في مخيمات خيام بائسة..ورصدت الوكالة انتظار حشدًا من الناس خارج مخبز مغلق في مدينة دير البلح بوسط المدينة. وقالت امرأة نزحت من مدينة غزة، وعرفت نفسها باسم أم شادي، في حديث مع مراسل الوكالة، إن سعر الدقيق ارتفع إلى 400 شيكل " أي أكثر من 100 دولار" للكيس الواحد، إذا كان من الممكن العثور عليه. وقالت نورا مهنا، وهي نازحة أيضًا من مدينة غزة، إنها تغادر خالية الوفاض بعد انتظار خمس ساعات للحصول على كيس خبز لأطفالها. وقالت: "منذ البداية، لم تكن هناك سلع، وحتى لو كانت متوفرة، فلا يوجد مال لشرائها". وقالت الأمم المتحدة إن مسلحين سرقوا مواد غذائية ومساعدات أخرى من 98 شاحنة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي أكبر حادثة من نوعها منذ بدء الحرب. ولم تذكر من كان وراء السرقة.